الأحدث من اذاعة طهران العربية


اذاعة طهران العربية
١٦-٠٦-٢٠٢٥
- سياسة
- اذاعة طهران العربية
الخارجية الإيرانية: لا معنى للتفاوض في ظل هذه الظروف
شارك اسماعيل بقائي صباح اليوم الاثنين 16 حزيران في مؤتمره الصحفي الأسبوعي الأول، حيث أجاب عن أسئلة الصحفيين. واستهلّ بقائي حديثه بالقول: "هذا أول مؤتمر صحفي لي بينما تتعرض إيران للعدوان من قبل الكيان الصهيوني المحتل. اليوم هو اليوم الرابع من الدفاع الوطني في وجه هذا العدوان السافر. يوم الجمعة، بينما كان أبناء شعبي نيامًا ويستعدّون لعيدٍ كبير، أقدم الكيان الصهيوني على مهاجمة أراضينا مستخدمًا مختلف أنواع الأسلحة المقدّمة من الولايات المتحدة". وأضاف: "في هذا الاعتداء الظالم، ارتقى عدد من الشخصيات البارزة منّا وعدد كبير من المواطنين إلى مرتبة الشهادة. أتقدم بخالص العزاء إلى الشعب الإيراني على هذه الجريمة. سيبقى ذكر كل شهيد خالداً في وجدان إيران". الدول الداعمة للعدوان شريكة فيه وتابع بقائي: "بعد هذا العدوان، بدأنا معركتنا البطولية بالاعتماد على كافة قدراتنا والاستعانة بالله، وسنواصلها بكل قوة. ردّنا مشروع، عقلاني، وإنساني. كل الدول التي ساندت هذا الكيان أو سعت إلى تبرير أفعاله تُعدّ شركاء في الجريمة، وستبقى أسماؤهم محفورة في ذاكرة إيران". وشدد على أن "هذا العدوان لم يحدث في فراغ، بل يأتي امتدادًا لسلوك همجي طالما زعزع أمن منطقتنا. يجب ألا ننسى الجرائم التي تُرتكب حاليًا في غزة والضفة الغربية. الأراضي الفلسطينية لا تزال تحت الاحتلال، ولا محاسبة لهذا الكيان، مما جعل السلام والأمن العالميين في خطر غير مسبوق". وتابع: "بينما ندافع عن كيان إيران، نذكّر كل دولة بمسؤولياتها. إذا كانت تؤمن فعلًا بميثاق الأمم المتحدة وسيادة القانون، فعليها أن تتحرك الآن. على مجلس الأمن أن يؤدي مهامه. أما التصريحات التي تبرّر العدوان وتطلب من إيران ضبط النفس، فليست إلا نفاقًا ولا مسؤولية". استهداف للمدنيين والمنشآت النووية وقال بقائي: "إن هجمات الكيان الصهيوني استهدفت مناطق سكنية ومنشآت نووية، وهي خرق صارخ لكل المعايير الدولية. كما أن اغتيال قيادات عسكرية إيرانية في غياب أي حرب، وقتل المواطنين الإيرانيين في بيوتهم، يُعدّان إرهابًا دوليًا سافرًا". إحسان إشراقي كان أبًا. في العدوان الوحشي الصهيوني، سقط صاروخ العدو في قلب حياتهم، فاستُشهِد إحسان وابنته. لم يكن لديهم قنبلة نووية، ولم يُشكّلوا تهديدًا لأحد، كان ذنبهم الوحيد هو أنهم كانوا يعيشون. وعلى شاهد قبر ابنته كتبوا: "طفلة ذهبت ضحية دون أن تعرف لماذا." محمد مهدي أميني، طفلٌ كان يعشق التايكوندو. كان ينتمي إلى منصات التتويج، لا إلى عناوين الأخبار المرعبة. الطفل الذي كان من المفترض أن يقف يومًا على منصة بطل، يرقد اليوم بصمتٍ تحت التراب. مجيد تجن زاري، شاب عاملٌ ونابغةٌ في الذكاء الاصطناعي. كان يحلم بإعادة كتابة المستقبل لإيران، أن يجعل من التكنولوجيا أمرًا شعبيًا، أن يُقرب العلم إلى الناس. كان يؤمن أن إيران يجب ألا تكتفي باستهلاك العلم، بل أن تُبدعه وتصنعه. لكنه أصبح ضحية. ضحية ادّعاءٍ يقول: "نحن لا نستهدف المدنيين الإيرانيين." زهرا شمس بخش، السفر كان لها بداية حكاية لا نهاية حزن. كانت هي من تكتب وصفات الرحلة والتجوال. كانت الأيام والساعات برفقتها، والمشي بجانبها، سرّ صداقةٍ عميقة. بصاروخ نتنياهو، لم يفقد العالم مجرد فتاة نابضة بالحياة ومحبة لها، بل فقد مُروّجة للطيبة من بين البشر. وفي رده على تسنيم حول ما تطلبه إيران من المجتمع الدولي والدول، قال المتحدث: "هذه الحرب ليست ضد إيران فحسب، بل ضد الحضارة الإنسانية. إنها حرب تشنها كيان قائم على الإبادة الجماعية والفصل العنصري ضد دولة ذات جذور تعود لآلاف السنين في هذه المنطقة. إنها حرب ضد سيادة القانون وضد ميثاق الأمم المتحدة. لذلك، فإن على كل الحكومات التي تؤمن بالعيش السلمي أن تتحمل مسؤوليتها، وتتحرك لوقف هذه الجريمة ومحاسبة الكيان المعتدي." وأضاف: "نتوقع من جميع الدول، وخاصة الدول الصديقة وتلك التي لها نفوذ في مجلس الأمن، أن تستخدم إمكاناتها. الخطوة الأولى هي الاعتراف بالحقيقة: ما حدث عدوان، ولا ينبغي تبريره. هذا الفعل ليس سوى عمل عدواني، وانتهاك صارخ لأهم مبادئ ميثاق الأمم المتحدة. إنه اختبار لجميع الدول: كيف سيتعاملون مع تغوّل نظامٍ لديه سجل حافل بالتمرد والانتهاكات؟" صناع القرار في أمريكا جزء من هذا العدوان وتابع بقائي قائلاً: "كنا منخرطين في عملية تفاوض دبلوماسي، لكننا واجهنا عدوانًا خلال ذلك. لا يمكننا أن نتصور أن هذا العدوان من قبل الكيان الصهيوني قد تم دون دعم من الولايات المتحدة. بهذا التصرف، أفقدوا عملية التفاوض معناها. من واجب أمريكا الآن أن تتخذ موقفًا واضحًا. صناع القرار الأمريكيون هم جزء من هذا العدوان." لا معنى للتفاوض في ظل هذه الظروف أما عن الدعوات للتفاوض في هذه الظروف، فقال بقائي: "لا شك أن التفاوض في هذه الأجواء بلا معنى. على الولايات المتحدة، كعضو في مجلس الأمن، أن تعترف بالعدوان. لا يمكننا قبول أن تكون دولة تقيم علاقات مع الكيان المعتدي، وفي نفس الوقت تُنكر الواقع أو تضع العراقيل أمام الحقيقة." انعقاد قريب لاجتماع منظمة التعاون الإسلامي وبخصوص التنسيق مع الدول الإقليمية للرد المشترك، قال المتحدث: "الرد على الكيان لا يحتاج لتنسيق مع إيران. نحن على تنسيق دائم مع الدول الإسلامية، لتوحيد الرؤية تجاه هذه الانتهاكات الخطيرة. خلال الأيام الماضية، أجرى وزير الخارجية اتصالات مع 10 من نظرائه في المنطقة، وجميعهم أدانوا هذه الجريمة بصوت واحد." وأكد: "دول المنطقة تدرك أن نار هذه الفتنة قد تتسع في أي لحظة، خصوصًا بعد العدوان الصهيوني على المنشآت النفطية في عسلويه، والذي أظهر بوضوح نية الكيان في جرّ الآخرين إلى هذا التصعيد. نحن واثقون أن دول المنطقة ستبذل كل جهدها لوقف هذه الجرائم. وسيُعقد قريبًا اجتماع خاص ل منظمة التعاون الإسلامي بشأن هذه التطورات." البرنامج النووي الإيراني هو البرنامج الوحيد في العالم المشروع بقرار من مجلس الأمن وتابع بقائي حديثه بالقول: "فيما يتعلق بموقف بعض الدول الأوروبية التي ترافق الكيان الصهيوني، وفي الوقت نفسه تعلن استعدادها للتفاوض معنا، نقول إن هذا تناقض يجب عليهم تفسيره. اثنتان من هذه الدول أعضاء في مجلس الأمن وضمن الاتفاق النووي. فإذا كانوا يحترمون الاتفاق، فعليهم أن يُدينوا جريمة الكيان." " البرنامج النووي الإيراني هو الوحيد في العالم الذي يتمتع بشرعية وفقًا لقرار صادر عن مجلس الأمن. وقد تعرضت منشآتنا النووية للاعتداء، ما يُعد انتهاكًا لمعاهدة عدم الانتشار النووي. ما ننتظره من هذه الدول هو أن تركز كل جهدها على إدانة العدوان ووقف الهجمات على منشآتنا النووية." العمليات الاستباقية ذريعة سخيفة للاعتداء على الدول وقال بقائي، في معرض رده على تصريحات عمان وروسيا بشأن الوساطة، وكذلك ادعاء كيان الاحتلال حول "عملية استباقية": إن هذا هو أكثر التبريرات سخرية التي استخدمها الكيان الصهيوني في العقود الماضية لتبرير جرائمه. ما يسمى بـ"العملية الاستباقية" ليست سوى ذريعة واهية للاعتداء على الدول، ولا تحظى بأي شرعية. ما قام به الكيان هو عدوان سافر، وقد أضاف اليوم جريمة العدوان إلى سجله الإجرامي. لا شك في ذلك، ولم يقبل بهذا الزعم أحد، باستثناء دولتين نطالب بتعديل موقفهما، وهما ألمانيا وفرنسا. جميع الدول أدانت هذا الفعل، ولا توجد أي عبارة تصف هذا السلوك سوى "العدوان". سنواصل الدفاع عن كرامتنا وشعبنا ما دام العدوان قائمًا وأكد المتحدث باسم الخارجية أن التركيز الرئيسي للجهاز الدبلوماسي والقوات المسلحة هو الدفاع عن كيان الجمهورية الإسلامية. وأضاف: كل من يدعو إلى وساطة عليه أولاً أن يُلزم الكيان المعتدي بوقف جرائمه. الخطوة الأولى يجب أن تكون وقف العدوان. ونحن سنواصل الدفاع عن كرامتنا وشعبنا ما دام العدوان مستمرًا. وعن المسار القانوني لمتابعة العدوان، أوضح بقائي أن إيران طلبت فور وقوع العدوان عقد جلسة ل مجلس الأمن وفق ميثاق الأمم المتحدة، متوقعةً أن يدين المجلس العدوان بوضوح ويتخذ قرارًا لوقف الجرائم. لكن وللأسف، بسبب المواقف السياسية لبعض الأعضاء، خصوصًا الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا، لم يتحقق ذلك. هذا الموقف يذكّرنا بالتقاعس عن إدانة عدوان صدام على إيران، وهو موقف له سوابق تاريخية. وأضاف أن إيران طلبت أيضًا عقد جلسة طارئة لمجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية والتي ستُعقد اليوم. وأكد أن للوكالة وأعضائها مسؤولية واضحة في مواجهة هذا العمل غير القانوني، مطالبًا باتخاذ موقف حازم ضد العدوان على المنشآت النووية الإيرانية. كما أشار إلى أن إيران تتابع تحركاتها في أطر دولية أخرى مثل "بريكس" ومنظمة شنغهاي. رسالة إلى أعضاء مجلس الأمن.. قفوا في الجانب الصحيح من التاريخ وحول مواقف الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن، ولا سيما أمريكا وفرنسا، قال بقائي: "آن الأوان لأن تقفوا ولو لمرة واحدة في الجانب الصحيح من التاريخ. فالمستقبل لن يرحم، والتواطؤ في عدوان صدام ترك آثارًا كارثية في المنطقة لعقود، وها هو المشهد يتكرر اليوم، ولكن هذه المرة على يد كيان يمارس الإبادة الجماعية". وأضاف أن الشعب الإيراني يطالب هذه الدول بتصحيح أخطائها السابقة وأن تتخذ مواقف منسجمة مع التزاماتها تجاه ميثاق الأمم المتحدة. أمريكا لم تُرِد أو لم تستطع الوقوف في وجه كيان شرير وفي معرض رده على سؤال بشأن ما إذا كانت المفاوضات مجرد عملية خداع لإيران، قال: "وزارة الخارجية لم تكن تنظر للأمر على هذا النحو. ولو لم نُفاوض، لكان البعض سأل: لماذا لم تغلقوا باب الذرائع أمام أمثال نتنياهو؟! إيران أثبتت جديتها في الحوار والمفاوضة". وتابع: "اللوم لا يقع على إيران، بل على الكيان الصهيوني، وإذا كان هناك من انخدع، فهو الطرف الأمريكي، لأنه إن كان الكيان قد نفّذ العدوان دون تنسيق، فهذا يعني أن أمريكا لم تُرِد أو لم تستطع الوقوف في وجه كيان شرير". ثلاث دول أوروبية مهدت للعدوان الإسرائيلي بتمرير سلوك غير قانوني وحول العلاقة بين العدوان وقرار الوكالة الدولية، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية: "لا شك أن أي تطور، بما فيه قرار الوكالة، يُلقي بظلاله على الحسابات الاستراتيجية لأي بلد. والعدوان الصهيوني الأخير الذي أعقب إصدار القرار، لا يمكن إلا إدانته." وأوضح أن الجمهورية الإسلامية كانت قد حذّرت صراحة من أن ثلاث دول أوروبية توفّر الغطاء للكيان الإسرائيلي لخرق القوانين الدولية، مؤكدًا أن تلك الدول ومعها الجهات التي دعمت إعداد التقرير ضد إيران مسؤولة عمّا جرى. وأضاف أن البرلمان الإيراني بصدد إعداد مشاريع قرارات جديدة، وسيتخذ خطوات متناسبة مع هذه التطورات. الدبلوماسية إلى جانب القوات المسلحة وفي إشارة إلى الجهود الإقليمية، شدد المتحدث على أن وزارة الخارجية تتحرك بالتوازي مع القوات المسلحة في الدفاع عن سيادة البلاد، مؤكدًا أن "العدوان لا يمكن إلا أن يُقابل بردّ قوي، فالدفاع عن أرض إيران هو دفاع عن أرض مقدّسة، وإيران هي الحرم." وأشار إلى أن الاتصالات الدبلوماسية لوزير الخارجية مستمرة، وأن العمل السياسي والدبلوماسي يجب أن يُسخّر بالكامل لدعم الميدان العسكري. لا عدوان بدون دعم أميركي وفي سياق متصل، أكد المتحدث أن الكيان الصهيوني ما كان له أن يشن هذا العدوان لولا الدعم الأميركي، منتقدًا ازدواجية مواقف الولايات المتحدة في الملف الإيراني، قائلاً: "لا نعتقد أن كل السياسيين الأميركيين مؤيدون للحرب، فهناك أصوات ناقدة، ولكن المسؤولية تقع على صُنّاع القرار في واشنطن الذين يواصلون دعمهم للعدوان." وتابع: "كل جريمة تُرتكب، تُسجَّل أميركا فيها كشريك مباشر، وستُحمّل مسؤولية تبعاتها." لا نية لخروج إيران من معاهدة منع الانتشار ورداً على سؤال حول احتمال انسحاب إيران من معاهدة منع الانتشار النووي (NPT)، أكد أن هذا الملف يخضع لقرارات مؤسسات مختصة داخل البلاد، لكن إيران ترفض تماماً امتلاك أو تطوير أسلحة دمار شامل، مشيراً إلى وجود فتوى دينية صريحة تُحرّم ذلك. كما جدد التأكيد على أن الكيان الصهيوني هو الوحيد في المنطقة الذي يمتلك أسلحة نووية، وأن إيران تنادي منذ سنوات بمنطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل. وفي تعليقه على تهديدات الاحتلال بضرب المنشآت النووية الإيرانية، أكد المتحدث باسم الخارجية أن "الكيان الصهيوني له سجل سابق في الاعتداء على منشآت نووية لدول أخرى، كما حدث عام 1981، وقد واجه ذلك الهجوم حينها إدانة واضحة من مجلس الأمن وصدرت بحقه قرارات شديدة اللهجة." وأضاف أن البرنامج النووي الإيراني يخضع بالكامل لإشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ويخضع لأشد أنواع التفتيش والمراقبة الدولية، مشددًا على أنه لا يوجد أي مبرر للشك في سلمية هذا البرنامج. وأكد أن البرنامج النووي الإيراني مُعترف به بموجب القرار 2231 الصادر عن مجلس الأمن، وأن الحقوق النووية المكفولة للدول لا يمكن سحبها أو انتقاصها من قِبل أي جهة كانت. " البرنامج النووي الإيراني ما زال قائمًا وفعّالًا، وأي استهداف له يُعدّ بدعة خطيرة تُهدد الاستقرار وتكسر قواعد العلاقات الدولية." الهجوم على عسلوية وفيما يتعلق بالهجوم على عسلوية، قال: النقطة التي أشار إليها وزير الخارجية حول التعرض لعسلوية تُعد مغامرة خطيرة تهدف إلى توسيع رقعة الحرب إلى مناطق أخرى في المنطقة. وهذا يستدعي اليقظة لمنع امتدادها إلى مناطق أخرى. أضرار لحقت ببعض الممثليات الدولية وحول ما إذا كانت بعض الممثليات الدولية قد تضررت نتيجة الهجمات، قال بقائي: على عكس كل الادعاءات التي أطلقها مسؤولو الكيان، فقد تعرضت مبانٍ سكنية، ولا سيما مستشفى الحكيم، لهجوم. والهدف واضح تمامًا، فقد تعرض المواطنون الإيرانيون لهجمات من قبل الكيان. وبخصوص الممثليات الدبلوماسية، لدينا تقارير تفيد بأن مقر إقامة اثنين من الدبلوماسيين، من بينهم رئيس مكتب رعاية المصالح الأمريكية في إيران، قد تعرض للهجوم، رغم أن أحدهم لم يكن متواجدًا، ولو كان كذلك لأصيب نظرًا لتضرر المبنى. كما أن بعض الشظايا أصابت سفارة إحدى دول المنطقة. الكيان الصهيوني يشن حربًا هجينة متعددة الأوجه ضد الشعب وفيما يخص الحرب النفسية التي يشنها الكيان الصهيوني ضد الشعب الإيراني، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية: إن الكيان الصهيوني أطلق حربًا هجينة متعددة الأوجه ضد الأمة. والواضح أن الإيرانيين تعلموا أن يكونوا متيقظين أمام مثل هذا الكيان، وألا يقعوا تحت تأثيره. والقوات المسلحة الإيرانية، بعون الله، تدافع بكل بسالة، ولا يمكن تحقيق شيء سوى من خلال دفاع شجاع. الهجوم على مركز وثائق وزارة الخارجية وفيما يخص استهداف مبنى وزارة الخارجية ومخاوف استهدافه، قال: الأعمار والأرواح بيد الله. الجهاز الدبلوماسي يقف بالكامل إلى جانب القوات الدفاعية، وأرواحنا لا تساوي أكثر من أرواح المدافعين عن إيران. لقد هاجم النظام مركز وثائق وزارة الخارجية، وهذا دليل على أن النظام يعادي هوية ووجود إيران. البرنامج النووي الإيراني مجرد ذريعة وعن دور الصين في دعم إيران، قال بقائي: الصين، كدولة صديقة ونظرًا لعلاقتنا القديمة معها، نحن على تواصل وثيق معها. وستستخدم الصين كل أدواتها لتأثير إيجابي. كما أنها كعضو فاعل في منظمة شنغهاي ومجموعة بريكس، والأهم كعضو في مجلس الأمن، يمكن أن تلعب دورًا أكثر تأثيرًا. ولا شك أن إسرائيل تسعى من خلال أهدافها في المنطقة إلى نشر الفوضى وإضعاف دول المنطقة حتى تتمكن من فرض أيديولوجيتها الخطيرة. نحن نعتبر هذه الحرب موجهة ضد كيان إيران وكل فرد من الإيرانيين، ومن واجبنا الدفاع بكل ما نملك. البرنامج النووي الإيراني مجرد ذريعة، ولا يوجد أي دليل على انحرافه. كل هذا مجرد تبريرات، والهدف الحقيقي هو إضعاف إيران. الدبلوماسية يجب أن تخدم المصالح الوطنية وحول ما إذا كانت إيران قد أوقفت المفاوضات نهائيًا، قال: الدبلوماسية لا تتوقف أبدًا. يجب أن تكون الدبلوماسية دائمًا في خدمة المصالح الوطنية لأي بلد، وخاصة بلد مثل إيران الذي لم يبتعد يومًا عن الدبلوماسية. نحن في خضم عملية دبلوماسية واجهنا خلالها عدوانًا، وهذا يعني اغتيال المنطق وتوجيه ضربة لمسار الحوار. كان من المقرر عقد اجتماع أمس. وكان منطق إيران، كونها تسعى للسلام، لا يمكن أن يُعبَّر عنه بأوضح من ذلك. ترويج بعض الدول الغربية لروايات ضد إيران وفيما يتعلق بترويج بعض الدول الغربية لروايات ضد إيران، قال المتحدث باسم الخارجية: العدوان واضح، ومن الجلي من اعتدى على من. والتاريخ سيحكم. واليوم، يرى شعوب المنطقة الكيان الذي يخضع للملاحقة من قبل المحكمة الجنائية الدولية وله سجل في الإبادة الجماعية المستمرة، كيف يهاجم بلدًا مسالمًا، ويجب أن تُرى هذه الحقيقة. بالتأكيد، لا أحد يمكن أن يبرر ذلك. شنغهاي أدانت العدوان ببيان جيد وعن موقف منظمة شنغهاي ومجموعة بريكس من العدوان، قال: أصدرت منظمة شنغهاي بيانًا جيدًا في إدانة عدوان الكيان. ومن المقرر أن تعقد مجموعة بريكس اجتماعًا خلال اليومين المقبلين، ونتوقع أن تتخذ بريكس أيضًا، مثل شنغهاي، موقفًا مناسبًا وقانونيًا تجاه العدوان الذي وقع. إيران ملتزمة بالقانون الدولي وفي ختام حديثه، وردًا على سؤال حول ما إذا كانت إيران ستغلق مضيق هرمز، قال بقائي: دعوني أترك الحديث عن كيفية تصرفنا للمتحدثين باسم القوات الدفاعية. لكن أؤكد أن إيران دولة ملتزمة بمبادئ القانون الدولي. وهذه حرب فُرضت علينا، والمعتدون يسعون لتوسيعها إلى مناطق أخرى وأطراف جديدة، ومن واجب هؤلاء الأطراف أن يتدخلوا ويمنعوا اتساع شرور الكيان في المنطقة.


اذاعة طهران العربية
١٦-٠٦-٢٠٢٥
- سياسة
- اذاعة طهران العربية
رسالة فلسطينية مؤثرة بعد الرد الإيراني الساحق على إسرائيل
فقد انطلقت ردود فعل واسعة في الأوساط السياسية والإعلامية والشعبية حول العالم عقب الهجمات العنيفة والساحقة التي شنتها الجمهورية الإسلامية الإيرانية على الأراضي المحتلة، والتي جاءت ردا حاسما على جرائم الكيان الصهيوني الأخيرة يوم الجمعة، واستشهاد كوكبة من القادة العسكريين، العلماء والأبرياء. وفي هذه الأثناء، تتجلى موجة من الدعم و التضامن الشعبي من مختلف الدول، وخاصةً من الدول الإسلامية، الشعوب الناطقة بالعربية، شباب الخليج الفارسي، وسكان غزة، لبنان واليمن. وأعرب الكثير منهم عن مشاعرهم تجاه هذه العملية الناجحة، مشيدًا بشجاعة القوات المسلحة الإيرانية والتوجيه الحكيم لقائد الثورة الإسلامية داعين إلى استمرار هذه الحركة حتى القضاء التام على الكيان الصهيوني. وفي هذا الصدد، نشر " محمد منعم"، طالب الطب الفلسطيني المقيم في إيران منذ سنوات، رسالة مؤثرة موجهة إلى الشعب الإيراني، معربًا عن مشاعره تجاه هذا العمل الفخور. "يا شعب إيران العزيز والفخور، لا تنخدعوا بكلام هؤلاء الأعداء والمخادعين. كما هو الحال دائمًا، قفوا بثبات خلف وطنكم. أنتم تعيشون في أرضٍ تُجسّد الغيرة، الحماس، الشرف والصمود في وجه العالم؛ البلد الوحيد الذي تمكّن من الوقوف في وجه جرائم المستكبرين وسحق المجرمين. انظروا فقط إلى الفضاء الإلكتروني لتروا كيف يقف شباب أوروبا، آسيا وأفريقيا، وحتى أمريكا، إلى جانبكم؛ كيف يهتفون باسم إيران بفخر ويدعون للجنود الإيرانيين. "طوبى لكم... أقول اليوم من أعماق قلبي: ليتني كنت إيرانيًا لأشارك في هذا المجد والشرف الذي تفخر به شعوب العالم. الصهاينة مرعوبون من تقدم هذه الأمة العريقة، ويظنون أنهم قادرون على الوقوف في وجه تاريخكم الممتد لسبعة آلاف عام... لكنهم مخطئون تمامًا. لقد أثّرت الحضارة الإيرانية، كعادتها، في العالم، واشتهرت الغيرة والحماسة الإيرانية في جميع أنحاء العالم. ملايين الأحرار في العالم مستعدون للقتال إلى جانبكم، والتضحية بشبابهم من أجل إيران. أنا فلسطيني، ضيف هذه الأرض العزيزة منذ سنوات، أقول اليوم من أعماق قلبي: سأضحي بحياتي من أجل إيران. أعلن استعدادي للدفاع عن هذا الشعب النبيل وهذه الأرض المقدسة.


اذاعة طهران العربية
١٦-٠٦-٢٠٢٥
- سياسة
- اذاعة طهران العربية
القسام تنعى شهداء القوات المسلحة الإيرانية
وخصّت 'كتائب القسام' في بيان الأحد، الشهداء: محمد باقري؛ 'قائد هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية'، حسين سلامي؛ 'القائد العام للحرس الثوري الإيراني'، وغلام علي رشيد؛ 'قائد مقر خاتم الأنبياء المركزي بالقوات المسلحة الإيرانية'. وأشادت بـ 'الدور المحوري والتاريخي' لهؤلاء القادة الكبار وإخوانهم في دعم القضية الفلسطينية ومقاومتها على مدار عقود. وقالت إنهم وقوفوا بشكل 'صلب؛ سيسجل بأحرف من نور في مختلف المحطات، والتي كان آخرها معركة الأمة الإسلامية؛ معركة طوفان الأقصى'. وأردف البيان: 'ستكشف الأيام طبيعة هذه الإسهامات المهمة التي شكلت رافعةً في مسار صراعنا مع العدو الصهيوني، حتى بتنا اليوم أقرب إلى تحقيق النصر النهائي على هذا الكيان المسخ'. وجاء في البيان: 'وننعى شهداء الشعب الإيراني العزيز الذي لطالما كان داعماً وسنداً للمقاومة، ونتمنى الشفاء لجرحاه، ونعلن وقوفنا إلى جانب الجمهورية قيادةً وشعباً'. وأكملت: 'نشيد بالفعل البطولي والكبير للقوات المسلحة الإيرانية الذي هز أركان كيان الاحتلال رداً على العدوان، وبدد أوهامه وأثبت بأن ضرباته الغادرة لم تكسر إرادة الأحرار، بل زادتهم قوةً وتصميماً على تدفيع الاحتلال النازي أثماناً باهظة'.


اذاعة طهران العربية
١٦-٠٦-٢٠٢٥
- سياسة
- اذاعة طهران العربية
قاليباف: إسرائيل ترتكب الجرائم بالضوء الأخضر الأمريكي
وصرح محمد باقر قاليباف، رئيس مجلس الشورى، خلال الجلسة العلنية التي عقدت اليوم الاثنين لمناقشة أهلية السيد علي مدني زاده، الوزير المقترح لوزارة الاقتصاد، قائلاً: " الكيان الصهيوني الإجرامي والعنصري، وبضوء أخضر من الحكومة الأمريكية، لوّث يده الخبيثة بارتكاب جريمة جديدة على أرض وطننا العزيز، فهاجم الجبناء المناطق السكنية والمستشفيات ومعدات الإغاثة والبنى التحتية المدنية، وقصف المنازل، مستهدفًا نساءً وأطفالًا ومدنيين مظلومين، ليكشف مرة أخرى عن طبيعته الخبيثة المعتادة على سفك الدماء منذ أكثر من ثمانين عامًا". وأضاف: "في هذا العدوان، نال عدد من القادة الأشاوس ل الثورة الإسلامية، إلى جانب عدد من العلماء الأجلّاء، الشهادة والتحقوا برفاقهم الشهداء". وقال رئيس المجلس: "كانت الخطة الإجرامية لهذا الكيان تقوم على شلّ قدراتنا الدفاعية والهجومية عبر اغتيال القادة وضرب بعض البنى التحتية العسكرية، وفي الوقت نفسه كان يراهن على دفع الناس إلى الشوارع في طهران، لتحقيق حلم عمره أكثر من أربعين عامًا بالإطاحة بالنظام الإسلامي". واستدرك قاليباف: "لكن يد القدرة الإلهية خرجت مرة أخرى من أكمام الشعب الغيور، والقائد العام الشجاع والحكيم، وجنوده المخلصين في القوات المسلحة، لتثبت أن العلاقة الوثيقة بين الأمة وقائدها قادرة على تحويل كل تهديد إلى فرصة تُعزّز من شأن إيران وشعبها". وتابع: "توحّد الشعب الإيراني، بمختلف قومياته وتوجهاته السياسية، في مواجهة العدو الوحشي، ووقفوا صفاً واحداً خلف أبنائهم في القوات المسلحة. هؤلاء الجنود المضحون من الجيش والحرس الثوري، وبقيادة شجاعة وذكية من القائد العام للقوات المسلحة، أظهروا للعالم القدرات الهائلة للقوة العسكرية الإيرانية، وسخروا من خرافة مناعة الكيان الصهيوني". وأكد قاليباف: "الكوابيس التي عاشها الصهاينة خلال الليالي الماضية والنار التي اشتعلت في قلوب منفذي ومخططي جرائم هذا الكيان، لن تخمد حتى يتحقق الندم والعقاب الكامل للعدوان. أبناء إيران سيحوّلون أيامكم إلى ظلام دامس، وسيلعنكم التاريخ، وسيشاهد العالم هوانكم". وأردف: "علينا جميعاً أن نعي أننا نعيش ظروفاً استثنائية، وأن العدو الوحشي لا يعترف بأي خطوط حمراء. صحيح أن النصر النهائي محتوم، لكن الطريق إليه ليس سهلاً وقد يكون مليئاً بالتحديات، لذا علينا الاتكال على الله والاستعداد لكل احتمال، والثبات على الطريق الصحيح، فالله وعدنا برفع الخوف والقلق عمن يثبت في سبيله". وقال رئيس المجلس: "جزء كبير من هجمات العدو يتم عبر عناصر متغلغلة في الداخل، لا عبر الهجوم العسكري المباشر، لذا يجب على شعبنا الذكي أن يتعامل بيقظة وحرص كبير، ويبلّغ فوراً الجهات الأمنية عن أي أمر مشبوه". وأضاف: "إن تفعيل التعبئة الشعبية ميدانياً في كافة أنحاء البلاد، وبالتنسيق مع مسؤولي التعبئة وحرس الثورة، يمكن أن يلعب دوراً مهماً في مواجهة العمليات الإرهابية والتخريبية". وأشار إلى أن "العدو يشنّ علينا حرباً مركبة تتمحور حول الحرب الإدراكية، وقد تم إنشاء مركزية إعلامية من قبل الجهات المختصة لتنظيم الخطاب الإعلامي وتقديم الخطوط العامة والسياسات والمعلومات الأساسية إلى الرأي العام. وعلى الإعلاميين والمواطنين أن يلتزموا بدقة بالضوابط الخاصة بهذه الظروف، حتى لا يستغل العدو أي خطأ محتمل". وشدد قاليباف: "إن تهديد هذا الكيان الصهيوني الوحشي أصبح فرصة كبرى لتعزيز وحدة الشعب. حان الوقت لكي يتجاوز جميع النشطاء السياسيين والإعلاميين، وخاصة القوى الثورية، خلافاتهم السابقة وخطوطهم الفاصلة، ويعملوا على رأب الصدع الاجتماعي والسياسي". وختم بالقول: "يجب ألا ننسى أن الضمانة الأساسية لأمننا هو قلوب أبناء شعبنا الكريم. فالتقدم والرفاه لا يتحققان من دون مشاركتهم. القوات المسلحة والمسؤولون السياسيون في البلاد يقفون بثبات في مواجهة أعداء إيران، مدعومين بكم، ويعززون يومًا بعد يوم من إشرافهم الاستخباري وقدراتهم العسكرية، وسيرى العالم عزة إيران وشعبها".


اذاعة طهران العربية
١٦-٠٦-٢٠٢٥
- سياسة
- اذاعة طهران العربية
التكنولوجيا ودورها في ساحة المعركة بين إيران وإسرائيل
إن عدوان الكيان الصهيوني المحتل وهجومه العلني على البنية التحتية الرئيسية والمناطق المدنية في جمهورية إيران الإسلامية في الأيام الأخيرة لم يُبرز مرة أخرى خطر اندلاع مواجهة إقليمية شاملة فحسب، بل أثار أيضا تساؤلات جوهرية حول كيفية تغير طبيعة الحروب في عصر التكنولوجيا. إن طبيعة هذا العمل العسكري العدواني، الذي يعتمد على الاستخدام المتزامن ل للطائرات الهجومية المسيرة، الأسلحة الموجهة، الحرب السيبرانية وأنظمة الاستطلاع والاستهداف المتقدمة، تُمثل مثالا واضحا على التحول من الحروب التقليدية إلى الحروب الهجينة والتكنولوجية. وقد تناولت بعض وسائل الإعلام الغربية البارزة، بما في ذلك يورونيوز وريجستر، هذه القضية في تقاريرها. ففي مثل هذه المعركة، يمكن أن تكون المزايا التكنولوجية حاسمة بقدر أهمية المعدات والقوى العاملة. ولا شك أن جمهورية إيران الإسلامية، كدولة ذات تاريخ دفاعي عريق وبنية عسكرية متعددة المستويات، تمتلك الآن القدرة الاستراتيجية ليس فقط على تعزيز فعالية أنظمتها الدفاعية وقدرتها على الردع باستخدام التقنيات الجديدة، بل أيضا على كشف مدى توافق هذه القدرة مع أنماط الحرب الجديدة، بما في ذلك حرب الطائرات المسيرة، الحرب السيبرانية، وحرب المعلومات. يهدف هذا المقال الموجز إلى توفير أساس تحليلي لفهم طبيعة وعواقب واتجاهات المواجهة الأخيرة بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والكيان الصهيوني المحتل للقدس؛ وهو صراع معقد قد يُمثل نقطة تحول في تاريخ الحروب التكنولوجية الإقليمية والعالمية. وفقًا لمجموعة واسعة من الخبراء العسكريين الغربيين، لطالما لعبت الجمهورية الإسلامية الإيرانية دورًا رادعًا في مواجهة التهديدات الإقليمية والعابرة للحدود، معتمدةً على قوتها البشرية الواسعة، وترسانتها الصاروخية المتنوعة، وأنظمة الدفاع الجوي المحلية، وخبراتها القيّمة في الحروب التقليدية وغير المتكافئة. ويتفق معظم الخبراء العسكريين على أن البنية الدفاعية الإيرانية متعددة الطبقات والمرنة جاهزة للتعامل مع مجموعة واسعة من التهديدات، من الهجمات الإلكترونية إلى العمليات الجوية واسعة النطاق. من ناحية أخرى، لا يمكن إنكار القوة العسكرية للعدو. والحقيقة هي أن الكيان الصهيوني قد بنى استراتيجيته العسكرية على التقنيات المتقدمة والتفوق المعلوماتي. وبفضل الدعم التقني والتسليحي من الولايات المتحدة وبعض القوى الغربية، أصبح هذا الكيان من أكثر الجيوش تقدمًا في المنطقة. وقد رفعت أنظمة الدفاع الصاروخي مثل القبة الحديدية، مقلاع داوود وبيكان، طائرات الجيل الخامس "إف-35"، أنظمة الحرب الإلكترونية، والطائرات المسيرة المجهزة بالذكاء الاصطناعي، القدرة العملياتية لهذا الكيان إلى مستوى عالٍ. ومع ذلك، تشير التقارير التي نشرتها العديد من وسائل الإعلام الغربية إلى أن إيران، التي تمتلك أحد أكبر أساطيل الصواريخ في منطقة غرب آسيا، بما في ذلك الصواريخ الباليستية بعيدة المدى، صواريخ كروز، والصواريخ الأسرع من الصوت، قد أثبتت في عملية "الوعد الصادق 3" أنها قادرة على استهداف العمق الاستراتيجي لكيان الاحتلال الصهيوني وحلفائه في أي لحظة. وهذه القدرة الصاروخية، ومعظمها محلي الصنع وطُوّر في ظل العقوبات، مُصممة لاختراق أنظمة الدفاع بدقة اختراق عالية، ولتكون بمثابة رادع. لا يقتصر التفوق العددي لإيران على مجال الصواريخ؛ ففي مجال القوات البرية، تستطيع إيران أيضًا تغطية الميدان بقوة كبيرة إذا امتدت المعركة إلى البر. هذا في حين أن إسرائيل، وإن كانت متقدمة نظريًا في جودة أسلحتها، تعتمد بشكل أكبر على الدعم الخارجي من حيث القدرات البشرية واللوجستية. ونتيجة لذلك، فإن المواجهة بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والعدو الصهيوني، وليست معركة تكنولوجية أو كلاسيكية بحتة، تُمثل تقاطع نموذجين مختلفين من نماذج الردع العسكري. وفقًا لتقرير نشره موقع يورونيوز الإخباري في 13 يونيو/حزيران، تزامنًا مع بداية الصراعات، تمكنت الجمهورية الإسلامية الإيرانية من اكتساب مكانة استراتيجية بين القوى الإقليمية، بل وحتى العالمية، في السنوات الأخيرة من خلال الاستثمار المُستهدف والمستمر في مجال تكنولوجيا الطائرات بدون طيار. ولا يقتصر هذا التقدم على تلبية الاحتياجات الدفاعية الناجمة عن ظروف العقوبات والتهديدات المستمرة، بل يعكس أيضًا تخطيطًا طويل الأمد لتحقيق الاكتفاء الذاتي التكنولوجي في المجال العسكري. يعتقد جيراردو فورتونا، كاتب هذا التقرير في يورونيوز، أن الطائرات الإيرانية المسيرة تغطي الآن نطاقًا واسعًا من القدرات، بدءًا من طائرات الاستطلاع بعيدة المدى وصولًا إلى الطائرات الانتحارية المسيرة مثل (شاهد-136) والطائرات القتالية المسيرة المتطورة مثل (كَمان وفطرس) القادرة على تنفيذ عمليات دقيقة ومحددة الهدف. وقد أثبتت هذه الطائرات المسيرة فعاليتها بالفعل. كما تمكنت جمهورية إيران الإسلامية من استخدام تقنيات جديدة في مجال الحرب الإلكترونية من خلال الطائرات المسيرة، بما في ذلك تعطيل أنظمة اتصالات العدو واعتراضها. بالإضافة إلى البعد العسكري، فإن لهذا التفوق في الطائرات المسيرة أيضًا عواقب جيوسياسية مهمة. فمن خلال إنشاء رادع متعدد المستويات، لا تمنع إيران أعداءها الإقليميين من اتخاذ إجراءات مباشرة فحسب، بل إنها أيضًا خلقت نوعًا من التوازن الاستراتيجي في نظام الأمن الإقليمي. وأجبر هذا الوضع العديد من الدول، سواءً في الخليج الفارسي أو في غرب آسيا، على مراعاة الطائرات المسيرة الإيرانية في حساباتها الأمنية. هاجمت أكثر من 200 طائرة مقاتلة تابعة للكيان الصهيوني مواقع في إيران في الليلة الأولى لغزو الكيان للأراضي الإيرانية، إلا أن رد إيران السريع، بإطلاق عدد كبير من الطائرات المسيرة والصواريخ باتجاه الأراضي المحتلة، أظهر أنه على الرغم من بعض الأضرار، لا تزال البنية الدفاعية للبلاد وقدرتها على الاستجابة فاعلة، وكانت الرسالة الاستراتيجية للجمهورية الإسلامية الإيرانية واضحة: " نحافظ على قدرتنا على الرد، وقادرون على الرد المناسب والفعال إذا استمر العدوان". تفوق معلوماتي أم ثغرة استراتيجية؟ استثمر الكيان الصهيوني بشكل مكثف في الذكاء الاصطناعي، التعلم الآلي، والتحليل التنبؤي لسلوك العدو، والذي إلى جانب شبكة من طائرات الاستطلاع المسيرة، يسعى عمليًا إلى بناء " عين أمنية" قادرة على تحديد الحركات وصدّها قبل أن تتحول إلى عمل. لكن هذا الاعتماد الواسع على الأدوات التكنولوجية، وخاصة في المعارك ذات الخصائص غير المتكافئة والمعقدة، يمكن أن يصبح أيضًا نقطة ضعف خطيرة. حيث لا تُخاض حروب اليوم في ساحة المعركة المادية فحسب، بل تُخاض أيضًا بطريقة متعددة الطبقات، بما في ذلك نشر المعلومات المضللة، اختراق أنظمة البرمجيات، خداع الرادار، والهجمات النفسية. وفي مثل هذه الظروف، يمكن أن يؤدي التركيز المفرط على البيانات والخوارزميات، دون فهم الميدان الحقيقي والمرونة التشغيلية، إلى اتخاذ قرارات غير صحيحة ومكلفة. في المقابل، قدمت إيران، بهيكل قتالي مشترك يتكون من قوات الجيش وحرس الثورة الإيرانية، وأنظمة الدفاع الجوي، ووحدات الحرب السيبرانية، وما إلى ذلك، نموذجًا للردع السريع وغير الخطي. وهذا الهيكل قادر على تصميم عمليات غير متوقعة ومتعددة الأغراض ومشتركة ضد عدم القدرة على التنبؤ بالعدو؛ عمليات يمكن أن توسع نطاق واتجاه الاستجابات من جنوب لبنان إلى بحر عمان، ومن الأراضي العراقية إلى أعماق فلسطين المحتلة. وفي هذه المواجهة، ما سيكون حاسما ليس فقط حجم المعلومات أو قوة المعالجة، ولكن أيضًا الفهم الحقيقي للميدان، والقدرة على المناورة التكتيكية، والقدرة على الاستجابة بذكاء للتغيرات السريعة في ساحة المعركة؛ المزايا التي اكتسبها الهيكل الدفاعي للجمهورية الإسلامية الإيرانية عبر عقود من الخبرة القتالية المشتركة والضغط المستمر. إن المعركة بين مجاهدي جمهورية إيران الإسلامية الدؤوبين والمحتلين الصهاينة ليست مجرد معركة بين قوتين عسكريتين، بل هي ساحة مواجهة بين منطقين أمنيين وتكنولوجيين؛ وفي غضون ذلك، فإن ما سيكون حاسمًا ليس الأدوات التكنولوجية فحسب، بل عوامل مثل الإرادة السياسية، التماسك الداخلي، القدرة على الصمود الاجتماعي، والقدرة على تعبئة الموارد الوطنية للرد على التهديدات المعقدة ومتعددة الأبعاد. وقد أثبتت تجربة إيران في التغلب على العقوبات، ضغوط المعلومات، الاغتيالات، والحروب المشتركة أن هذا البلد لديه القدرة على تحويل التهديدات إلى فرص وتعزيز الاعتماد على الذات. كما أنه في ساحة المعركة الحديثة، لا يعني الوجود الفعال، الهيمنة في لحظة الصراع فحسب، بل يشمل أيضًا القدرة على إعادة البناء، استعادة القوة، مواصلة الاستجابة، والحفاظ على الشرعية المحلية والإقليمية. ولقد وصلت جمهورية إيران الإسلامية، من خلال استثمارها المتواصل في أنظمة الدفاع المحلية، الصناعات العسكرية القائمة على المعرفة، وبنية قتالية هجينة، إلى مستوى ردع أجبر الخصوم المحتملين على إعادة النظر في استراتيجياتهم الهجومية. وفي عالم أصبحت فيه التكنولوجيا عاملاً حاسماً في مصير المعارك، يتعين على الجمهورية الإسلامية الإيرانية تطوير قدراتها السيبرانية، أسلحة ذكية، أنظمة دفاعية متعددة الطبقات، وخاصةً الردع الذكي في مجال المعلومات والرأي العام، بالتزامن مع تعزيز قوتها العسكرية التقليدية. وهذا يتطلب تعزيز التواصل بين المؤسسات الأمنية والجامعات والصناعات المحلية المتقدمة. في نهاية المطاف، إن ما يهم في ساحة المعركة اليوم وغداً ليس مجرد إطلاق النار، بل أيضاً القدرة على البقاء، مرونة الاستجابة، والتأثير الاستراتيجي على المديين المتوسط والطويل؛ وهي عناصر، إذا ما اقترنت ب الحوكمة التكنولوجية في مجال الدفاع والدبلوماسية الإقليمية، فإنها ستعزز مكانة الجمهورية الإسلامية الإيرانية كلاعب لا غنى عنه في معادلات المستقبل.